بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، قاصم الجبارين، مذل المتكبرين، مهلك المتمردين {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20)} [المجادلة].
والصلاة والسلام على رسول الله محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد...
فما زالت الطاغوتية الإلحادية الصينية مستمرة في فرض السيطرة، واللعب بأكثر شعوب العالم كأنهم مسخرة(1)، مع ما هم عليه -أعني: كفرة الصين- من الاتضاع، والسفول، والخنزرة.(2)
وما زال طاغوت الصين مغترًّا بما هو فيه من المهلة الدنيوية، متوسعًا في فرض الدكتاتورية، ولن يكون الأول إذا ادعى الألوهية، ولن يكون الشرير الأخير في هذه الدنيا الدنية {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82)} [غافر].
وقد جاء(3)في تقرير أوروبي ألماني ما يلي:
«لا تحتاج الدولة العملاقة إلى حليف حيث تلعب الصين وحدها، تنظر الصين لنموذج نظام حكمها الاستبدادي على أنه نموذج أولى لمستقبل العالم.
من المفترض(4)أن تأخذ الخطة الرئيسية التي وضعتها القيادة(5) في بكين الصين إلى مرتبة أول قوة عالمية عظمى اشتراكية حديثة بحلول عام 2050.
صمم مشروع الصين طريق الحرير الجديد لإحياء خطوط التجارة القديمة عبر آسيا الوسطى، والشرق الأوسط إلى أوروبا، إنه أكبر مشروع استهلاكي هيكلي في التاريخ حيث يشمل خطوط سكك حديدية عالية السرعة، وموانئ ذات مياه عميقة، وأنفاقًا، وجسورًا ضخمة، وأنابيب للغاز والنفط، وشبكات للكهرباء، وموانئ أوروبية من بيريوس اليونانية إلى جنوة الإيطالية، وداشبورغ الألمانية».(6)
«السياسة الاقتصادية سياسة عسكرية أيضًا، باستثناء الولايات المتحدة لا توجد دولة في العالم تنفق على الأسلحة بقدر ما تنفقه الصين.
عام 2018 ارتفع الإنفاق العسكري إلى 148 مليار يورو».(6)
فهذا التوسع الاقتصادي العسكري يراد به فرض نظام الحكم الصيني الكفري الشيوعي الاستبدادي الطاغوتي ليصبح نظام الحكم العالمي، فكما جاء فيما سبق: «تنظر الصين لنظام حكمها الاستبدادي على أنه نموذج أولى لمستقبل العالم».
وهذا ظاهر لمن يطالع -على سبيل المثال- أي عدد من أعداد مجلة (China today) أو «الصين اليوم»(7)، أو غيرها من المطبوعات والمنشورات الصينية الدعائية عبر الوسائط المختلفة.
فالعجب من اشتداد غفلة الغافلين، والعجب من ذهاب العقل والفهم والإدراك عن أكثر الناس بعد ذهاب ما ذهب من الدين.
{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)} [محمد]
ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين
كتبه
محمد بن إبراهيم
بالقاهرة
11/ 4/ 1444
-------------------------------------------------------------