حق اليقين في حرمة الترحم على الرافضة المشركين الشيخ محمد بن إبراهيم المصري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العلي الجبار، العزيز القهار، القائل: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِالله فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72)} [المائدة: ٧٢]، والصلاة والسلام على النبي المختار رسول الله محمد إمام الموحدين الأبرار، وعلى آله الطيبين الأطهار وصحبه الميامين الأخيار.
أما بعد... فإن الله تعالى قد أهلك الممثل الرافضي الكويتي المتهتك: عبد الحسين عبد الرضا(1) -جازاه الله بما يستحق، ولعن كل من رفض وأشرك وعاند الحق-، وهو في نفسه أقل وأحقر من أن يُذكر، أو يكون بشخصه مثار جدل، وقد أفضى إلى ما قدَّم.
وقد قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)} [الأعراف: ١٧٩]، ولكن كثرة كلام حثالة الرافضة المشركين، وحثالة العلمانيين المرتدين وغيرهم من الجهال والمنافقين حول الثناء والترحم عليه واشتدادهم الفظيع ضد من قال بمجرد الامتناع عن الترحم عليه(2) يقتضي من أهل الإسلام والسنة التذكير بأصول، ومسائل مهمة؛ منها:
أولًا: أن الشرك الأكبر أعظم الذنوب، وهو ذنب لا يغفره الله تعالى أبدا، وصاحبه إذا مات عليه فهو في النار خالدا فيها أبدا، قال الله تعالى: {إِنَّ الله لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِالله فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)}[النساء: ٤٨]، وقال تعالى: {إِنَّ الله لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيُغْفَرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِالله فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116)}[النساء: ١١٦].
وقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ الله نِدًّا؛ دَخَلَ النَّارَ»(3).
ثانيا: أن الرافضة يشركون بالله تعالى في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، ونواقض الإسلام عندهم كثيرة.(4)
ثالثا: أنه لا يجوز الترحم على المشركين، ولا الاستغفار لهم، قال الله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لله تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)}[التوبة: ١١٣ –١١٤].
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي؛ فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا؛ فَأَذِنَ لِي».(5)
رابعًا: أن من مات على الشرك لا ينفعه عمل(6)، ولا يقبل منه صرف ولا عدل، ولا فرض ولا نفل.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله! ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟ قال: «لَا يَنْفَعُهُ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا: رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ»(7).
خامسا: أن الرافضة يعتقدون ويقولون: «تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له»(8).
ويعتقدون أنهم «على دين من كتمه الله أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله»(8).
فلا يجوز أن يغتر أحد بما يدعيه الرافضة في كل مكان، وفي الكويت خصوصا من حب الوطن والأمير وما إلى ذلك؛ فهم لهذا الخداع مُخَططون، وله في كتبهم الدينية -الأصلية والفرعية- مقررون.
سادسًا: ينبغي أن يعتبر الجميع بما كان من الرافضة ضد أهل الإسلام والسنة على مر العصور وامتداد الدهور، وأن يعتبروا بما هو حاصل في هذه الأيام منهم في عموم بلاد العالم وخصوصا في العراق والشام واليمن وإيران وأفغانستان وغيرها.
- والعجيب أن من آخر ذلك: تلك الخلية الإجرامية الإرهابية الرافضية التي قبض عليها في الكويت، وعرفت بـ «خلية العبدلي»، وهي خلية تتمسك الكويت رسميا بارتباطها بـ: «حزب الله»الرافضي اللبناني الإيراني، والمتهم فيها ستة وعشرون كويتيا وإيراني بتهمة حيازة أسلحة، والتخابر مع إيران وحزب الله، وقد قدمت الكويت في هذا مذكرة احتجاج رسمية إلى حكومة لبنان.(9)
سابعًا: أن من جهل شيئًا -يتعلق بالدين- شرعًا، أو واقعًا لا يجوز له أن يتكلم فيه؛ فالكلام في دين الله، وعلى الله بغير علم حرام، لا يجوز بكل حال.
(2) فمثلا جاء في جريدة «عكاظ»السعودية! [العدد (18614) بتاريخ 21/ 11/ 1438] مقال بعنوان «وفاة عبد الرضا كشفت بعرة الدواعش» لكاتب كويتي يدعى «سعد المعطش» -عاجله الله وأمثاله بالعقوبة، ولا متعهم بما يريدون من الدنيا- قال فيه:
«رحم الله الفنان عبد الحسين عبد الرضا الذي كشف لنا أفوهنا لبعضنا حين كان يقدم لنا الابتسامة في جميع أعماله الفنية، واليوم وبعد وفاته رحمه الله! يكشف لنا عن الدواعش، فإن كنتم صادقين بالبحث عنهم وعن قادتهم فإن كل شخص دعا على أبو عدنان هو شخص يحمل ذلك الفكر الضال، فعليكم بهم إن كنتم صادقين بمحاربتهم، فقد كشفوا عن أنفسهم من خلال نهاقهم الذي ملأ مواقع التواصل الاجتماعي وفهمكم كفاية».
- وقد أُفْرِدَتْ له صحيفةٌ كاملة من هذا العدد من جريدة عكاظ!!!
فهؤلاء المنافقون الجهلة إما أن توافقهم على عدم الدين، أو قِلَّتِه، وإما أن تُقْتَل، أو تُقْصَى.
(3) رواه البخاري (4497)، من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-.
فالذي يُشرك بالله ويدعو الحسين -رضي الله عنه- والرضا –رحمه الله تعالى-، ويموت على ذلك؛ يخلد في النار، قال النووي رحمه الله تعالى: «من مات على الكفر فهو في النار ولا تناله شفاعة ولا تنفعه قرابة المقربين». كما في شرحه على «صحيح مسلم» (3/79).
(4) راجع كتب أهل السنة وردودهم على الرافضة، وانظر: «تحذير المسلمين من خطر الرافضة المشركين»(ص/ 18)، و«إضرام النيران في زندقة دولة الرفض إيران»(ص/ 7: 9).
(5) رواه مسلم (976).
(6) فلو فرض أن هذا الكافر الهالك كان يساعد المؤمنين، ويطعم الفقراء، ويحسن إلى المساكين، بل يعاون المسلمين ضد المشركين، ومات على الشرك؛ لم يُنَجِّه كل ما عمل من الخلود في نار جهنم –والعياذ بالله تعالى-.
- فكيف إذا كان لا يُعرف إلا بالتمثيل والمسرح والفساد والإفساد؟!!
(7) رواه مسلم (214).
- ومن هنا تعرف جهل وقدر من قال -تعليقا على هلاك عبد الحسين عبد الرضا-: «من استكثر رحمة الله على أحد دون أحد؛ فقد نازع واهبها القائل: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}[الأعراف: ١٥٦]، وإن من أعظم مظانها الإحسان: {إِنَّ رَحْمَتَ الله قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}[الأعراف: ٥٦]».
وقد نُسِبت هذه التغريدة!!! إلى أحد أئمة الحرم المكي، والله المستعان.
وقد كثر الجهل والضلال والتخليط والتخبيط من كثير ممن ينتسبون إلى الدين والدعوة في أبواب التوحيد والشرك والرفض والرافضة والجرح والتعديل وغير ذلك، وقد ظهر هذا جليًّا ممن تكلم منهم في هذه المسألة بغير علم، ومنهم:
1- حسن الحسيني، 2- عبد العزيز العويد، 3- سليمان الجبيلان، 4- سليمان الماجد.
وغيرهم، لا كثَّر الله أمثالهم.
- وراجع: «التنكيل بما في لجاج أبي الحسن المأربي من الأباطيل» لشيخنا العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله تعالى وسدده- لتقف على رد مفصل على من ميَّع وضيع في إكفار الروافض -لعنهم الله تعالى-.
(8) ونسبوا هذا كذبًا وزورًا إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق -رحمه الله تعالى-؛ كما في «الكافي»للكليني (1/ 246، 248)، (2/ 250).
(9) كما جاء في «الشرق الأوسط»العدد (14139)، بتاريخ 22/ 11/ 1438، والعجيب أنه في هذا العدد نفسه يُنشَر مقال لكاتب!! من السعودية! يُدعى: مشاري الزايدي!! -عامله الله بعدله، وأراح مِن مِثله- بعنوان «عبد الحسين الذي وحدنا»قال فيه:
«رحيل مؤثر بلا ريب، ولذا اتحد الناس من أهل الخليج في رثاء «ابنهم»الذي أضحكهم وأبكاهم عبد الحسين، وبالدرجة نفسها غضبوا غضبة حمراء على من تواقح يوم الرحيل وحاول نفث سمومه الطائفية المريضة بحق رجل كان مخلصًا لوطنه الكويت حدَّ الوله.
تجاوبت مع الغضبة الشعبية التلقائية بحق من أساء للراحل العظيم، سلطات القانون، فأصدر النائب العام في السعودية قرارا باستدعاء بعض المغردين المسيئين للوحدة الوطنية المثيرين لـ«نعرات الكراهية والطائفية والتصنيفات الفكرية والمذهبية ومحاولات تضليل الرأي العام»، كما جاء بنص النائب العام السعودي؛ الشيخ سعود المعجب نفسه، وذلك: «تأسيسا على ما للنيابة العامة من ولاية عامة تخولها تحريك الدعاوى الجزائية في جميع الجرائم وفق المواد (13 -15 -17) من نظام الإجراءات الجزائية»». انتهى المقصود نقله.
أقول: أمثل هذا يكون في المملكة العربية السعودية التي تخوض حربًا ضد الحوثيين، ويخوض الشيعة الرافضة في العالم كله حربًا ضدها؟! ألا قاتل الله العلمانيين المخربين.