فبيت المقدس للمسلمين: هذا ما كان، وهذا ما سيكون: {وَعْدَ الله لَا يُخْلِفُ الله وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)} [الروم: ٦].
- ووعدُ بلفور، وإعلانُ قيامِ دولةِ اليهود، وقبولُ انضمامها للأمم المتحدة، واعترافُ كثيرٍ مِن الدول بها، وأخيرًا إعلانُ «ترامب» -أهلكه الله- نقلَ السفارةِ الأمريكية إلى القدس(1)؛ بما يعني: الاعتراف بالقدسِ عاصمةً لدولةِ اليهود.
- أقول: كل هذا لا اعتبارَ له، ولا اعترافَ به عند المسلمين؛ أعني: لا اعتبار له، ولا اعتراف به في حكمِ الإسلام = في الشريعةِ الإسلامية، ولا في واقعِ عمومِ المسلمين؛ العقديِّ، والعمليِّ، دَعْ عنك المرتدين، والمنافقين، والمخذولين، والمغفلين، والمُنْسَحِقِين، والذين يعيشون وهم ميتون.
- وينبغي أن يُعلم: أن الطاغوتَ الكافرَ الدَّيوثَ -النصرانيَّ اليهوديّ، أو اليهوديَّ النصرانيّ- «دونالد ترامب»، سيجري عليه -إن شاء الله تعالى- ما جرى على طواغيتِ الكفارِ، السفاحين، المجرمين؛ من أمثال: فِرْعَوْنَ، وهَامَانَ، والنمرود، وستالين، وموسوليني، وهتلر، وشارون، وغيرهم -أَحْرَقَهُ اللهُ مَعَهُمْ بِنَارِهِ، وَعَجَّلَ بِهَلَاكِهِ وَدَمَارِهِ-(2).
- وليتذكر المسلمون دائما: أن ضَعْفَنَا وذُلَّنَا يأتي من معصية ربِّنا، ومخالفةِ منهجه، والبعدِ عن صراطه المستقيم، فقد «أَعَزَّنَا اللهُ بِالْإِسْلَامِ، فَمَهْمَا ابْتَغَيْنَا الْعِزَّةَ فِي غَيْرِهِ؛ أَذَلَّنَا اللهُ».
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا الله يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)} [محمد: ٧].
«ومعنى نصر المؤمنين لله: نصرُهم لدينه، ولكتابه، وسعيُهم، وجهادُهم في أن تكون كلمةُ الله هي العليا، وأن [يُحَقَّقَ توحيدُه]، وتقامَ حدودُه في أرضه، وتُمْتَثَلَ أوامــرُه، وتُجْتَنَـب نـواهـيـه، ويُحْكَــم في عبــاده بمــا أنــزل على رســولـــه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -»(3).
«فالذين يرتكبون جميع المعاصي؛ ممن يتسمون باسم المسلمين، ثم يقولون: إن الله سَيَنْصُرُنَا. مغرورون؛ لأنهم ليسوا مِن حزب الله الموعودين بنصره؛ كما لا يَخْفَى»(3).