رسالة في التحذير من تَصَدُّر وتَصْدِير من لم يتأهل الشيخ محمد بن إبراهيم المصري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد...
فقد قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قِيل: لِمَنْ؟ قَالَ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لِله وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» رواه مسلم.
ولهذا أنصح نفسي وإخواني من أهل السنة، ومن يحب أن يكون من أهل السنة، ومن يحب أن يموت على الإسلام والسنة:
بتقوى الله تعالى في أمر دينه، وقد قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: «إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم» رواه مسلم.
فلا يجوز التساهل في أمر الدين بحيث يؤخذ عن كل أحد، ولا يجوز التسرع إلى التصدر من غير أهلية إيمانية منهجية علمية خُلقية.
ولا تجوز المساعدة على تصدير وتقديم وتعظيم من ليس أهلا، فإن هذه جناية على الدين كبيرة، وغش للمسلمين، يندفع إليه -للأسف-كثيرون: مجاملة لبعض الناس، واتباعًا للهوى، وطلبا للتعظيم في المقابل.
ذهب الرجال المُرتجى لفِعالهم
والمنكرون لكـل أمـــر منكـر
وبقيت في خُلْــفٍ يزين بعضهــم
بعضًا ليدفـع مُعورٌ عن معور
أذكر هذا لأن بعض الإخوة من بعض البلدان، يأتون إلى مصر، فيذهبون إلى بعض المخالفين، أو من لا يُعرفون ولا يُرتضوْن، وليسوا لتصدرٍ يتأهلون، فيؤذون أنفسهم ويؤذون غيرهم، ويشاركون في فتن من حيث يدرون أو من حيث لا يدرون.(1)
· والجناية على الدين جناية عظمى، والرجل يؤتى من سوء فهمه أو من سوء قصده فإذا اجتمعا كمل نصيبه من الضلال.
أذكر هذا وأذكر به، مع علمي بكثرة الجهلة والغافلين وأصحاب الأغراض الفاسدة والأحوال الكاسدة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد قال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» رواه مسلم.
نسأل الله أن يجعلنا من هؤلاء الصالحين المصلحين، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أملاه/ محمد بن إبراهيم
في ليلة الأحد
السادس من المحرم سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة وألف
---------------------------------------------
(1) كما فعل ناس من قبل في الإسكندرية وسوهاج وغيرهما، ثم في الفيوم!! ولا حول ولا قوة إلا بالله.