بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ناصر المؤمنين، وماحق الكفار والمنافقين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وخير خلق الله أجمعين؛ رسول الله محمد إمام المجاهدين، وعلى آله الميامين وصحبه المياسين.
أما بعد:
فإني أُذَكّر نفسي وسائر إخواني بحق الإسلام والمسلمين علينا؛ والذي منه -بلا إشكال- الدعاء وسؤال الله النصر للإسلام والسنة وأهلهما والهزيمة والاندحار للكفر والضلالة وأهلهما.
· فقد استحكمت الغفلة واشتدت في أكثر المسلمين، وصار الطلب والنظر والفكر إنما هو في الدنيا والتنافس فيها، والتقاتل على حطامها الفاني.
فصرنا نبخل عن أنفسنا فضلًا عن غيرنا من إخواننا المسلمين بالدعاء؛ بل بالقليل منه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فنسأل الله تعالى أن يردنا وأن يرد جميع المسلمين ومن ينتسب إلى هذا الدين إلى ما يحب ويرضى ردًا جميلًا.
ونسأله -سبحانه وتعالى- أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين، وأن يدفع عنهم عدوان الكافرين، وأن يدمر على جميع أعداء الدين؛ من اليهود وسائر المشركين.
اللهم عليك بأعداء الدين من كل ملة يا رب العالمين.
«اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تبق منهم أحدًا»(1).
اللهم انصر الإسلام والسنة وأهلهما واجعلنا من أهلهما، واخذل الكفر والبدعة وأهلهما ولا تجعلنا من أهلهما.
اللهم مكن للإسلام والسنة في الشام (في فلسطين ولبنان وسوريا) والعراق واليمن وغيرها من سائر بلاد المسلمين.
اللهم إنا نسألك في أحزاب الكفر المجتمعة ببلاد الشام ما سألك إياه نبيك محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- «اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم»، «اهزمهم وانصرنا عليهم»(2).
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)} [آل عمران].
{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250)} [البقرة].
أملاه
محمد بن إبراهيم
في ليلة الثاني من جمادى الآخرة
سنة ست وأربعين وأربعمائة وألف
اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد
(1) من دعاء خبيب بن عدي -رضي الله عنه-؛ كما في «صحيح البخاري» (3989).