بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين، رسول الله محمد خاتم النبيين، وعلى آله الميامين، وصحبه المياسين.
أما بعد...
فما زالت الأمم تتداعى علينا كما تتداعى الأكلة على القصعة تجتمع أمم الكفر من الشرق والغرب على اختلافها وخلافها للذهاب بديننا ودنيانا، لاحتلال أرضنا وهتك عرضنا.
فمهما حصل بين الأعداء من اختلاف في المصالح، وتشاجر وتصارع واضح؛ فكلهم ضدنا.
ولا حول ولا قوة إلا الله
وأذكر -قبل ذكر المقصود هنا- أمورًا:
-
«سارت الصين لتصبح قوة اقتصادية كبرى في غفلة من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين». (1)
-
يخوض الصينيون والأمريكيون الآن حربا اقتصادية تجارية، تشتد وطأتها مع الأيام خصوصا على الأمريكيين وحلفائهم. (2)
-
تسعى الصين للتمدد في بلاد المسلمين وفي العالم كله اقتصاديا، ثم ثقافيا، ثم سياسيا، ثم عسكريا، ثم مثل ما هو حاصل في تركستان الشرقية، وهذا وإن خفي على أكثر المسلمين، لكنه ليس خافيا على كثير من الكفار من الأمريكيين والأوروبيين وغيرهم.
-
التعاون العسكري بين الصين ودولة اليهود وثيق وله تاريخ يمتد إلى أربعين عاما، وقد سبق الكلام عنه في مقال خاص. (3)
على ضوء ما تقدم يمكن أن نفهم ما جاء في وسائل الإعلام(4)بتاريخ 3/ 3/ 1440 كالآتي:
«نبه مسئولون أمريكيون بارزون الحكومة الإسرائيلية إلى أن العلاقات الاقتصادية الآخذة في التنامي السريع والاستراتيجي بين إسرائيل والصين يمكن أن تؤدي إلى أزمة مع الولايات المتحدة.
وقال أحدهم -وفق مسئول في تل أبيب-: إن المسألة باتت مسألة وقت حتى ينفجر الأمريكيون في وجه إسرائيل جراء تطور علاقاتها بالصين، خصوصا في ظل الحرب التجارية القائمة بين واشنطن وبكين.
ونقل عن مسئول أمريكي قوله لأصدقاء إسرائيليين إن الرئيس دونالد ترامب «يضع التطورات في شرق آسيا على رأس سلم أولويات واشنطن فإذا كان هناك ما قد يغضب ترامب من (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو فهو موضوع علاقاته الغريبة مع الصين»(5).
وقالت مصادر في تل أبيب إن هذه ثاني موجة من التحذيرات التي تصل إلى إسرائيل من واشنطن. فقبل شهرين نشرت صحيفة «هآرتس» العبرية تحذيرات أخرى من جنرالات أمريكيين متقاعدين في مؤتمر مع نظرائهم الإسرائيليين حيث أثاروا تساؤلات إزاء القرار الإسرائيلي بتوكيل شركات صينية ببناء مشاريع بنى تحتية ضخمة في البلاد، وضمنها ميناء حيفا العسكري. وكان أحد المشاركين في المؤتمر قد طرح إمكانية أن يقاطع الأسطول السادس الأمريكي قاعدة سلاح البحرية في حيفا. وذلك بسبب تدخل الصين في بناء الميناء المدني هناك.
وكتبت الصحيفة إنه يتضح اليوم بناء على محادثات مع وزراء ومسئولين إسرائيليين كبار زاروا واشنطن في الشهور الأخيرة إنهم فوجئوا بشدة غضب نظرائهم في إدارة ترامب حول هذه المسألة».
وأقول:
-
الصليبيون الأمريكيون أولياء اليهود {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [المائدة: ٥١]، ومع هذا فلم يسكتوا عن تعاونهم مع الصينيين.
-
الصينيون سبب الخلاف بين دولة اليهود والولايات الأمريكية هم الذين يظن بهم بعض المغفلين الإنصاف والحياد ومناصرة العرب!! في قضاياهم.
-
رَأَيْنَا في هذا ونرى دائما كيف يجمع الكفر والعداء للإسلام والمسلمين ومصالح الدنيا بين كفار الشرق والغرب فما الذي جمع اليهودي الصهيوني مع الصيني الشيوعي الكونفوشيوسي؟!!
-
لابد أن يبرأ المسلمون من الجميع دينيا وأن يحرصوا على الاستغناء عن الجميع دنيويا فاليهود والصينيون والأمريكيون والأوروبيون والهنود الهندوس والبوذيون وغيرهم لا يبالون بنا ويريدون أن لا يبقى لنا دين ولا دنيا ومهما اختلفوا فيما بينهم فعداؤنا هدف مشترك لهم {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ الله لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} [محمد: ٤].
-
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)} [آل عمران].
والله المستعان وعليه التكلان
كتبه
العبد الفقير إلى ربه القدير
محمد بن إبراهيم
بالقاهرة: في 22/ 3/ 1440
------------------------------------------------
(1) عن مجلة «الدوحة»! القطرية!! العدد (133) مقال: بعنوان «ترامب في حرب تجارية مع الصين» (ص/5: 7)، ثم آخر بعنوان: «بين الصين وأمريكا ........ الجبهات الثلاثة للحرب الاقتصادية» (ص/ 8: 11).
قلت: ولا تسل عن حال عموم المسلمين!
(2) انظر -على سبيل المثال-: «السياسة الخارجية للصين وعلاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية» (ص/ 146، 147) ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب.
(3) انظر: «تحذير المسلمين من تمدد كفار الصين» (3).
-
والعجيب: أن هذا التعاون بدأ بإرشاد أمريكي!!
(4) والمنقول هنا من «الشرق الأوسط» العدد (14592) بالتاريخ المذكور.
(5) انظر كيف يغضب الطاغوت الكافر ترامب لمصالحه حتى على أوليائه وأحبابه اليهود؟!! أما في بلادنا فيذهب الكافر الصيني إلى دول الخليج وشمال إفريقية وغيرها فيدخل ويأخذ أراضي وعقودا وصفقات كما يريد بدون أدنى انتباه من أكثر المسلمين!!! ولا حول ولا قوة إلا بالله.