وقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم قرأ قول الله تعالى{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠]. [رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بسند صحيح]
وقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «يَنْزِلُ رَبُّنَا -تبارك وتعالى-كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُول: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟».[رواه البخاري ومسلم وغيرهما وهو حديث متواتر]
أذكر نفسي وجميع المسلمين والمسلمات بالدعاء وسؤال المغفرة من الله تعالى لاسيما في هذه الأيام والليالي المباركات؛ فإنه «بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ، وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ». [كما عند الترمذي وغيره]
أذكر نفسي وجميع المسلمين بالدعاء لأنفسنا، ولغيرنا من سائر المسلمين، لاسيما المأسورين والمقهورين، والمضطهدين، في الصين، وفلسطين، والعراق، والشام، وغيرها من البقاع.
أذكر بالدعاء بالعز والنصر للإسلام والمسلمين، والدعاء على أعداء الله الكافرين لاسيما في القنوت في النصف الثاني من رمضان، فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يقنتون ويلعنون الكافرين، ويدعون عليهم، ويدعون للمؤمنين والمؤمنات، ومن الأدعية المروية عنهم في ذلك:(1)
«اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك.
اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويجحدون آياتك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك، ويتعدون حدودك، ويدعون معك إلهًا آخر، لا إله إلا أنت تباركت وتعاليت عما يقول الظالمون علوًّا كبيرا.
اللهم عذب الكفرة، وألق في قلوبهم الرعب، وخالف بين كلمتهم، وأنزل عليهم رجزك وعذابك إله الحق.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وأصلحهم، وأصلح ذات بينهم، وألف بين قلوبهم، واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة، وثبتهم على ملة رسولك، وأوزعهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم، وأن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوك وعدهم إله الحق».