استنصار رب العالمين على كفار الصين المتوحشين (4) الشيخ محمد بن إبراهيم المصري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله قاصم الجبارين، آخذ الظالمين، مدرك الهاربين، مذل المشركين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وختام أنبيائه. صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله الطيبين وصحبه الميامين.
أما بعد ...
فإن كفرة الصين المتوحشين، المتغولين في كل الأرض إن استطاعوا لا يريدون أن يبقوا مسلمًا ولا إسلامًا، خصوصًا فيما يخضع لسلطانهم المباشر في تركستان الشرقية، وفي سائر ما يعممون عليه اسم الصين، ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين.
ومن آخر هذا ما نشرته وسائل الإعلام:(1)
من أن «الصين تدفع مسلمي الأويغور إلى حرق كتبهم الإسلامية خوفًا من الاعتقال والتعذيب من الأمن الصيني».
و«تقرير صحفي أمريكي(2) يكشف قيودًاصينية جديدة تستهدف المسلمين».
ومما جاء فيه أن «14 مسلمًا اعتقلوا وخضعوا للتحقيق من السلطات الصينية على مدار أسابيع، وجريمتهم الوحيدة هي شراء كتب إسلامية».
وقد «اعتقلوا في مدينة إيوو شرقي الصين(3) البعيدة عن إقليم شينجيانج(4) ذي أقلية الأويغور المسلمة».
«مجلس الشيوخ!! الأمريكي!! قدم مشروع قرار الشهر الماضي لتصنيف انتهاكات الصين لأقلية الأويغور المسلمة بأنها إبادة جماعية».(5)
وتقدم 60 برلمانيًّا من 16 دولة بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية حول ارتكاب الصين جرائم ترقى إلى الإبادة الجماعية ضد الأويغور.(6)
و«خلال العام الماضي الصين أجبرت عدة مساجد على إزالة قبابها(7) وحروفها العربية، ورفعت عدد معسكرات الاعتقال حيث تحتجز مليون مسلم من الأويغور بهدف طمس هويتهم الدينية، في حين تسميها الصين معسكرات «إعادة التثقيف السياسي»(8) (عددها حاليًا هو 380 معسكرًا) بزيادة نسبتها 40% على التقديرات السابقة.
وتعتزم زيادتها بفتح 14 معسكرًا آخر (المصدر: المعهد الاستراتيجي للسياسة الأسترالي)!
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو(9)!!:
«لقد حاول (الحزب الملحد الصيني الشيوعي)(10) إقناع العالم بأن تعنيفه لمسلمي الأويغور في شينجيانج ضروري باعتباره جزءا من جهود مكافحة الإرهاب(11)، أو التخفيف من حدة الفقر».
جدير بالذكر أنه «منذ 1949 [ن] تسيطر الصين على إقليم شينجيانج موطن أقلية الأويغور التركية المسلمة، ويصل عدد المسلمين في الصين إلى 100 مليون مسلم».
أنقل هذا وأَذْكُره وأعرف به براءةً إلى الله تعالى من الصينيين الكفرة وأفعالهم ومناهجهم تجاه الإسلام والمسلمين.
أكتب هذا وأمثاله محاولةً لتبيين شيء من الحق، ونصرة للمسلمين المظلومين المقهورين المضطهدين، وتحذيرًا للضائعين المغفلين، {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)}[الأنفال].
(2) نشر في (npr) بقلم إيملي فنج (Emily Feng)، بعنوان: (China Targets Muslim Scholars And Writers With Increasingly Harsh Restrictions).
(3) فالاضطهاد عام لكل المسلمين في تلك البلاد، وفي غيرها من العالم كله لو استطاعوا -دمر الله عليهم-.
(4) وهو التسمية الصينية لـ«تركستان الشرقية».
(5) وهذا حق، بقطع النظر عن غرض الأمريكان، وسائر الكفار من هذا التصرف وأمثاله.
ونحن لا نحتاج في معرفة كل هذا والاقتناع به إلى كلام أحد من الكفار، ولكن ننقل هذا لنبين للعالمين، وللعلمانيين، والضالين، والمخذولين، المنسحقين، أنه لا تحتاج أن تكون مسلمًا وسلفيًّا حتى تدرك الجرائم الصينية ضد الإسلام والمسلمين، وضد كل من سواهم، بل ضد شعوبهم وأنفسهم (انطلاقًا من الخلفيات الماركسية المادية الإلحادية، والعصبية القومية الصينية).
(6) فأين المسلمون؟! أين المسلمون؟!!
(7) طبعًا ليس لبدعيتها، ولكن رومًا لمحو كل رمز وشعار ينسب إلى الإسلام والمسلمين.
(8) فالكل لابد أن يكون على ما يريده الحزب الشيوعي الصيني، وقائده الطاغوت شي جين بينج -دمر الله عليه وعلى قومه الكفرة أجمعين-.
(9) وصدق هنا، وهو حقير كذوب كفور.
(10) كذا قالها بلسانه (والتسجيل منشور) (TheAtheist Chinese Communist Party)حتى لا يستغرب جاهل، أو ضال ما ننطق به نحن المسلمين.
(11) وهذا ما يفعله الأمريكيون، والبريطانيون، والفرنسيون، والأرمن، واليهود، والنصارى (في البلاد العربية خصوصًا) في مقامات وحالات أخرى كثيرة، حتى يصل الأمر إلى اتهام كل من يقال له: مسلم -مهما كان حاله، أو صحة انتسابه للإسلام- بالإرهاب.
لكن كل هذا لا يعني عدم صحة كلامه هنا.
والعجيب أن هذه المزاعم الصينية الكاذبة يصدقها -أو يريد أن يصدقها- كثيرون ممن يتكلمون بلساننا، وأسماؤهم كأسمائنا {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59)} [الروم].
