التحذير من استغلال الكافرين إفساد الخوارج لترويج...
التحذير من استغلال الكافرين إفساد الخوارج لترويج الزندقة والكفر المبين الشيخ محمد بن إبراهيم المصري
الحمد لله رب العالمين، ناصر الموحدين والمؤمنين، وماحق الكفار والمنافقين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وخير خلق الله أجمعين رسول الله محمد وعلى آله وصحبه الأطيبين الأطهرين.
أما بعد ...
· فإن كثيرًا من الجهلة المُضَلَّلِين كانوا ولا زالوا يظنون خيرًا بفرق الضلال الخارجية (إخوانية، وقطبية، وسرورية، وفسادية(1)، وقاعدية، وداعشية)، ويظنون أنه يمكن أن يكون على أيديهم ومن خلال مناهجهم الفاسدة نصر للإسلام والمسلمين.
· والله تعالى {لَا يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ (81)} [يونس]، ولا يُنصر الدين بمعصية رب العالمين، ولا بمخالفة الدين، لا يمكن أن ينتصر الدين بسلوك المسالك المخالفة لمسلك ومنهج خاتم النبيين -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين-.(2)
· والخوارج خصوصًا الأمر فيهم كما قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ».(3)
ومهما ادعوا، ومهما فعلوا تجد هذه الحقيقة متجلية فيهم، وداعش المثال الأجلى لهذا التجلي.(4)
· ثم كان أمر جديد: وهو فتح باب جديد للطعن في الإسلام(5) بحجة أن داعش تمثل حقيقة الإسلام، ومن أراد أن يسقط داعش فعليه أن يسقط الإسلام نفسه، أو جزءًا أساسيًّا من الإسلام على الأقل.(6)
فأين جهود هؤلاء الخوارج في الدعوة إلى الإسلام دين الله الحق؟ وتبيين صحيح الاعتقاد للمسلمين، وتعليمهم الشرع المبين.
أين الجهاد والاجتهاد في إظهار محاسن الدين، وكشف شبهات المشركين والملحدين؟
أين جهاد النفس لتتعلم، ثم تعمل، ثم تدعو، وتصبر؟
كل هذا ثقل على نفوس كثيرين فاستبدلوا به المظاهرات، والثورات!! والدخول في البرلمانات، أو الخروج والادعاءات والقتل لكثير من المسلمين بالكواتم والمفخخات.(7)
· فلا للإسلام نصروا، ولا للكفر كسروا.
· بل في الواقع كثر الشر والفساد، وانتشر الزيغ والإلحاد.
- ومن هذا كتاب صدر منذ أكثر من سنتين باللغة الفرنسية بعنوان: «المسلمون أمام تحدي داعش»(8) باسم «محمود حسين»(9) يُذكر فيه أن الحرب التي يخوضها تنظيم داعش ضد القيم الإنسانية المعاصرة(10) باسم العودة إلى إسلام الأصول لا ينبغي أن ترغم المسلمين على إدانة داعش أخلاقيًّا فحسب، وإنما أيضًا على دحض خطاب داعش على المستوى الثيولوجي(11) ما يعني -في واقع الأمر- تدمير وإلغاء دين الإسلام -عياذًا بالله تعالى-.
· ومن المرتكزات الكفرية التي ذكروها في هذا:
1- إعادة النظر في الاعتقاد بعدم قابلية القرآن للتقادم بوصفه كلام الله.(12)
2- الاعتقاد بصلاحية أحكام القرآن لكل زمان ومكان لم يأت من القرآن، بل من مسلمة أيديولوجية ألصقت بالقرآن بعد وفاة الرسول بمدة طويلة(13) [كذا قالوا -فض الله أفواههم، وشل أيديهم، وأهلكهم-].
· وهذا صار ديدن كثيرين استغلال ما كان مِنْ وعَلَى داعش والإخوان لضرب الإسلام كله، والمسلمين كلهم.
· وهم يريدون ضرب المسلمين بصرفهم وردهم عن الإسلام كله اسمًا وحقيقة، فإن لم يُستطع هذا فليُسلبوا حقائق الإسلام، وليُبعدوا عن عقيدة القرآن، وعن اتباع السنة حتى لو تُرك لهم مؤقتًا التسمي بالإسلام وادعاء الإيمان.
هذا منهج الشيطان، ومن يتبع الشيطان في الدعوة إلى عبادته، وترك التمسك بعبادة الله تعالى.
(2) وأي مبتدع أو مخالف للشرع وُجِد على يديه شيء حقيقي من الخير فبسبب متابعته للشرع فيما أدى إلى هذا الشيء، و«ما ابتدع عالم قط، ولكن استفتي من ليس بعالم».
(3) كما رواه البخاري (7432) (1094)، وأبو داود (4765)، والنسائي (2578)، وغيرهم من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
(4) ومن أشكل عليه حالهم في العراق والشام -وهو إن شاء الله لا يشكل على من يفهم ويعقل-: فلينظر إليهم وإلى قتلهم المسلمين في سيناء، وليبيا، والسعودية، واليمن، والجزائر، والصومال، وأفغانستان، وغيرها، والله المستعان.
(5) وطعن الكافرين في الدين كان ولا زال مستمرا {ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)} [الأنفال].
(6) فهؤلاء الخوارج لم ينفعوا الإسلام ولا المسلمين حسيًّا ولا معنويًّا (دينيًّا ولا دنيويًّا).
(7) كما يقولون (بل كما يفعلون).
(8) بالفرنسية Les Musulmans an défi de Daech، (وهو صادر عن Gallmard)؛ كما نشر في «الجديد» عدد (25) [2/ 2017] (ص/ 148، 149).
(9) هو اسم مستعار لمصريين مخذولين مدبرين مرتدين مقيمين بفرنسا! -دمر الله عليهما وعلى أمثالهما-.
(10) والتي منها إقرار الإلحاد، والشذوذ، وأنواع الفجور، ومنع أي اعتراض عليها.
(11) بحسب تعبيرهم: أي المستوى الديني الإلهي الأصلي!!
(12) بمعنى أن يقال: إن القرآن نص تاريخي يتعلق بفترة تاريخية معينة، فمن كان مؤمنًا بأن القرآن منزل من عند الله فينبغي -عند هؤلاء الكفرة- أن يترك منه ما يتعارض مع القيم -أو اللاقيم- الإلحادية السوفسطائية المعاصرة بحجة تاريخية -أو تاريخانية- النص، وأنه الآن صار قديمًا غير صالح للأخذ به.
· هذا عند من يريد أن يبقى مدعيًا الإيمان!! وبعض من دَجَّل وادعى الإسلام!! -ولو في بعض المقامات- كذبًا وزورًا -مثل محمد أركون- يقرر هذا الأصل مع أصلين آخرين أيضًا، وهما:
1- أن القرآن ليس منزلًا حرفيًّا من الله.
2- أن السنة النبوية ليست حجة.
وهذه الأصول الثلاثة الكفرية قد ولع الكفرة المدعون للإيمان، والزنادقة المرتدون عن الإسلام ببثها، ودعوة الناس إليها، بدعوى التصحيح، والتنوير، ومحاربة الإرهاب.
(13) وهذا أيضًا من مسالكهم الشيطانية التي تولعوا باستعمالها، وخداع الجاهلين بأصول الإسلام بها، وهو أن كذا وكذا من أصول الدين، ومن المعلوم من الدين بالضرورة ليس في القرآن، وليس من الدين!! (شياطين إنسية ناطقة كاذبة).
(14) يعنون: إزالة الحواجز الدينية العقدية حتى ينطلق الناس أحرارًا في الكفر، والفجور، والشذوذ؛ كما يشاءون؛ كما فعل الموقعون على بيان جمعيات تنتسب إلى الإسلام في فرنسا؛ استجابة لرغبات ماكرون، وأمثاله من كل كافر ملعون.
هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطان